"قرية الجابرية" (المعروفة سابقًا باسم "دار البقر") هي واحدة من القرى المصرية ذات التاريخ العريق والتحولات الاجتماعية والثقافية العميقة. تتتبع هذه الدراسة التحليلية نشأتها، تطورها العمراني، دورها في السياقات السياسية والدينية، وأهمية موقعها ضمن مشروع EGYLandscape المعني بالتوثيق المكاني والتاريخي للقرى المصرية.

في قلب القاهرة الفاطمية، وعلى حافة أحد أزقتها القديمة، تنتصب المدرسة البقرية شامخةً كأنها شاهدٌ صامت على تحولات الزمان والمكان. بُنيت هذه المدرسة في عام 776 هـ / 1374 م على يد القاضي شمس الدين شاكر بن غُزيل، المعروف بـ"ابن البقري"، ذلك الرجل الذي مثّل حكاية تحوّل شخصي من موظف قبطي في شؤون الخراج إلى عالم مسلم وراعٍ للعلم والعلماء.
تُجسّد المدرسة البقرية بناؤها المتقشف الراقي وتخطيطها المتناغم روح العصر المملوكي، حيث كانت مراكز التعليم الديني تحمل أبعادًا معمارية وثقافية تتجاوز جدرانها الحجرية.
وفي تفاصيل حجارتها ونقوشها ونوافذها، تختبئ قصة إنسان وقرية وهوية. فابن البقري لم يكن مجرد مؤسس، بل كان همزة وصل بين ريف الغرب المصري وقلب العاصمة، بين ضوء المعرفة وعبق التاريخ.
إن هذه المدرسة ليست مجرد مبنى أثري، بل ذاكرة حية لتاريخ من التغيير والاندماج والنهضة، ما تزال تهمس لمن يقترب منها: "هنا مرّ العلم، وهنا عاش من أحبّه".

During my internship at AIWG, I experienced how academic research can be connected to social relevance. I gained practical experience and deepened my perspective on Islam, identity, and diversity in the European context.

في إطار مقرر "مصر منذ كورونا" ضمن برنامج الماجستير، قدّمتُ عرضًا بعنوان "تاريخ قرية مصرية: الجابرية (دار البقر سابقًا) بين الماضي والحاضر"، تناولت فيه جذور قريتي الجابرية الواقعة في مركز المحلة الكبرى. اعتمد البحث على الوثائق والمرويات الشفوية، مدفوعًا بشغف شخصي لفهم تاريخ المكان الذي شكّل ذاكرتي الأولى.
خلال البحث، اكتشفت مشروع EGYLandscape المشترك بين جامعات مصرية وأوروبية، من بينها جامعة ماربورغ، والذي يركّز على تحوّلات القرى المصرية خلال العصرين المملوكي والعثماني، ما أتاح لي زاوية جديدة لاستكشاف تاريخ قريتي في سياق أوسع