كتب عباس محمود العقاد (ت 1964م) في كتابه "دين وفن وفلسفة" مقالا تحت عنوان (بين العلم والفلسفة والفن)، وتحدث فيه عن نظرية "السوبرمان"، قائلا بأن تلك النظرية قد نشأت من خطأ الفيسلوف "فريدرك نيتشه" (ت 1900م) في فهم نظرية التطور التي نشرها "داروين" (ت 1882م) عام 1959. فقد فهم نيتشه بأن التطور يعني أن القرد ترقى إلى الإنسان، فبدا له الأمر أن الإنسان قد يترقى في يوم من الأيام ليصبح إنسان أعلى (سوبر مان)، وقال في وصف هذا السوبر مان أنه سيكون بالنسبة إلى إنسان العصر الحاضر كما كان الإنسان بالنسبة للقردة، وأن هذا الإنسان الذي يعيش الآن إنما هو قنطرة بين القرد والإنسان الأعلى (السوبر مان). وقد فهم نيتشه أول الأمر أن التطور العضوي البيولوجي مستمر على وتيرة واحدة، وهي ان الإنسان كما خرج من سلالة القرد، فهناك احتمالية ظهور إنسان أعلى (سوبر مان) من سلالة إنسان العصر الحالي. وهو فهم لم يخطر للنشوئيين أصحاب مذهب التطور أنفسهم منذ ظهور النوع الإنساني، مما يدل على اختلاف عضوي بيولوجي في أساس تكوين البنية.